فصل: باب الواو مع السين

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: النهاية في غريب الحديث **


 باب الواو مع الدال

‏{‏ودج‏}‏ ‏(‏س‏)‏ في حديث الشُّهداء <أوْدَاجُهم تَشْخَبُ دَماً> هي ما أحاط بالعُنُق من العُروق التي يقطعها الذَّابح، واحِدُها‏:‏ وَدَجٌ، بالتحريك‏:‏ وقيل الوَدَجان‏:‏ عِرْقان غَليظان عن جانبي ثُغْرَة النَّحر‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه الحديث <كلّ ما أفْرَى الأوْدَاجَ>

والحديث الآخر <فانتَفَخَت أوْدَاجُه>‏.‏

‏{‏ودد‏}‏ *في أسماء اللَّه تعالى <الوَدود> هو فَعُول بمعنى مفعول، من الْوُدِّ‏:‏ المحبَّة‏.‏

يقال‏:‏ وَدِدْتُ الرَّجُلَ أوَدُّهُ وُدّاً، إذا أحبَبْتَه‏.‏ فاللَّه تعالى مُوْدودٌ‏:‏ أي مَحْبوب في قلوب أوليائه، أو هو فَعْول بمعنى فاعل‏:‏ أي أنه يحبُّ عباده الصالحين، بمعنى أنه يَرْضَى عنهم‏.‏

وفي حديث ابن عمر <إنّ أبا هذا كان وُدّاً لعُمَر> أي صَديقا، هو على حَذْف المضاف، تقديرُه‏:‏ كان ذا وُدّ لعُمَر‏:‏ أي صَديقا، وإن كانت الواوُ مكْسُورة فلا يُحْتَاج إلى حَذْفٍ، فإنّ الوِدّ، بالكَسْر‏:‏ الصَدِّيق‏.‏

وفي حديث الحسن <فإن وافَق قَولٌ عَمَلاً فآخِهِ وأوْددْه> أي أحْببْه وصَادِقْه، فأظْهَر الإدغام للأمْر، على لغة أهل الحجاز‏.‏

وفيه <عليكم بتَعَلُّم العربيَّة فإنها تَدُلُّ على المُروءة وتَزيد في المودّة> يُريد مَوَدَّة المُشاكَلَة‏.‏

‏{‏ودس‏}‏ ‏[‏ه‏]‏ في حديث خزيمة، وذَكَر السَّنةَ، فقال <وأيْبَسَتِ الوَدِيسَ> هو ما أخْرَجَت الأرضُ من النَّبات‏.‏ يقال‏:‏ ما أَحْسَنَ وَدْسَها‏.‏

قال الجوهري‏:‏ الوَدْس‏:‏ أوّل نَبات الأرض‏.‏

‏{‏ودع‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <لَيَنْتَهِينَّ أقوامٌ عن وَدْعِهم الجمُعَاتِ، أو لَيْخْتَمَنّ على قُلوبهم> أي عن تَرْكِهم إيَّاها والتَّخَلُّف عنها‏.‏ يقال‏:‏ ودَعَ الشيءَ يدَعُه وَدْعاً، إذا تَركَه‏.‏ والنُّحاة يقولون‏:‏ إنَّ العرب أمَاتوا ماضِي يَدَعُ، ومصدَرَه، واسْتَغْنَوا عنه بَتَركَ‏.‏ والنبي صلى اللَّه عليه وسلم أفصَح‏.‏ وإنما يُحْمَل قولُهم على قِلة اسْتعمالِه، فهو شاذٌ في الاستعمال، صحيح في القِياس‏.‏ وقد جاء في غير حديث، حتى قُرِىء به قولُه تعالى <ما وَدَعَكَ ربُّك وما قَلَى> بالتخفيف‏.‏

‏(‏س‏[‏ه‏]‏‏)‏ ومنه الحديث <إذا لم يُنْكِرِ الناسُ المُنْكَرَ فقد تُوُدِّع منهم> أي أُسْلِموا إلى ما اسْتَحقُّوه من النَّكير عليهم، وتُرِكُوا ‏(‏في الهروي‏:‏ <كأنهم تُرِكوا وما استحقُّوه>‏)‏ وما اسْتَحَبُّوه من المَعاصي، حتى يُكْثِروا ‏(‏في الهروي‏:‏ <حتى يصيروا فيها>‏)‏ منها فَيَسْتَوْجِبوا العُقوبة ‏(‏بعد هذا في الهروي زيادة‏:‏ <فيُعاقَبُوا>‏)‏

وهو من المَجازِ، لأنَّ المُعْتَنِيَ بإصلاح شأنِ الرجُل إذا يئِس من صَلاحِه تَركَه واسْتَرَاح من مُعاناةِ النَّصَب معه‏.‏

ويجوز أن يكون من قولِهم‏:‏ تَوَدَّعْتُ الشيءَ، إذا صُنْتَه في مِيدَعٍ، يعني قد صاروا بِحَيْثُ يُتَحَفَّظُ منهم ويُتَصوَّنُ، كما يُتَوَقَّى شِرارُ الناس‏.‏

ومنه حديث علي <إذا مَشَتْ هذه الأمّةُ السُّمَّيْهاءَ فقد تُوُدِّع منها>‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه الحديث <اركَبوا هذه الدَّوابَّ سالِمةً، وايْتَدِعوها (في الأصل: <وابتدعوها> بالباء الموحدة‏.‏ والتصحيح من ا، واللسان‏.‏‏)‏ سالمة> أي اتركوها ورَفِّهوا عنها إذا لم تَحْتاجوا إلى رُكوبها، وهو افْتَعَل، من وَدُع بالضم ودَاعةً ودَعَةً‏:‏ أي سَكَن وتَرفَّه، وايْتَدَع فهو مُتَّدِع‏:‏ أي صاحِب دَعة، أو مِن وَدَع، إذا تَرك‏.‏ يقال‏:‏ اتَّدَع وايْتَدعَ، على القلب والإدْغام والإظْهار‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه الحديث <صلَّى (في الهروي: <سَعَى>‏)‏ معه عبدُ اللَّه بن أُنَيْس وعليه ثوبٌ مُتَمزِّق ‏(‏في الهروي <فتمزَّق>‏)‏ فلما انصرف دَعا له بِثَوبٍ، فقال‏:‏ تَوَدَّعْه بخَلَقِك هذا> أي صُنْه به، يريد الْبَسْ هذا الذي دَفَعْتُ إليك في أوقاتِ الاحتِفال والتَّزَيُّن‏.‏ والتوديعُ‏:‏ أن تَجعل ثَوْبا وِقايَةَ ثوْبٍ آخَرَ، وأن تَجْعَله أيضا في صِوَانٍ، صُوَانٍ ‏(‏الصوان، مثلَّث الصاد، كما في القاموس‏)‏ يَصُونه‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث الخَرْص <إذا خَرَصْتُم فَخُذوا ودَعُوا الثُّلُث، فإن لم تَدعُوا الثُّلُث فَدَعُوا الرُّبُع>‏.‏

قال الخطَّابي‏:‏ ذهب بعضُ أهل العلم إلى أنه يُتْرَكُ لهم من عَرَضِ المال، تُوْسِعةً عليهم؛ لأنه إن أُخِذَ الحقُّ منهم مُسْتَوْفَىً أضرَّ بهِم، فإنه يكون منه السَّاقِطةُ والهالِكةُ وما يأكُله الطَّيرُ والناس‏.‏ وكان عمر يأمُر الخُرّاص ‏(‏ضبط في ا بفتح الخاء المعجمة‏)‏ بذلك‏.‏ وقال بعضُ العُلماء‏:‏ لا يُتْرك لهم شيءٌ شائِع في جُمْلةِ النَّخْل، بل يُفْرَدُ لهم نَخَلاتٌ معدُودة قد عُلِم مقدارُ ثَمَرِها بالخَرْص‏.‏

وقيل‏:‏ معناه أنهم إذا لم يَرْضَوْا بِخَرْصكم فدَعُوا لهم الثُّلُث أو الرُّبُع، ليَتَصَرَّفوا فيه ويَضْمَنوا حَقَّه، ويَتْركوا الباقِيَ إلى أن يَجِفَّ ويؤخَذَ حقُّه، لا أنه يُترك لهم بلا عِوَض ولا إخراج‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه الحديث <دَع دَاعِيَ اللَّبَن> أي اتْرك منه في الضَّرْع شيئا يَسْتَنْزِل اللَّبَنَ، ولا تَسْتَقِص حَلَبه

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث طَهْفة <لكم يا بَني نَهْدٍ ودَائعُ الشِّرك> أي العهود والمَواثيق‏.‏ يقال‏:‏ تَوادَعَ الفريقان، إذا أعْطَى كلُّ واحدٍ منهما الآخَرَ عَهْداً ألا يَغْزوَه‏.‏ واسم ذلك العهد‏:‏ الوَديعُ ‏(‏بعد ذلك في الهروي‏:‏ <قال ذلك أبو محمد القتيبي>‏)‏ يقال‏:‏ أعْطَيْتُه وديعا‏:‏ أي عَهْدا‏.‏

وقيل‏:‏ يَحْتَمِل أن يُريد بها ما كانوا اسْتُودِعُوه من أموال الكفار الذين لم يدخلوا في الإسلام‏:‏ أراد إحلالَها لهم؛ لأنها مالُ كافِرٍ قُدِر عليه من غير عَهْد ولا شَرْط‏.‏ ويدل عليه قوله في الحديث‏:‏ <ما لم يكن عَهْدٌ ولا مَوْعِدٌ>‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه الحديث <أنه وَادَعَ بني فلان> أي صالَحهم وسالمَهُم على تَرْك الحَرب والأذَى‏.‏ وحقيقة المُوادَعة‏:‏ المُتَاركة، أي يدَعُ كلُّ واحِدٍ منهما ما هو فيه‏.‏

ومنه الحديث <وكان كعبٌ القُرَظِيّ مُوادِعاً لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم>

وفي حديث الطعام <غير مَكْفُورٍ ولا مُوَدَّعٍ ولا مُسْتَغْنىً عَنْه رَبَّنا> أي غير مَتْروك الطَّاعة‏.‏ وقيل‏:‏ هو مِن الوَدَاع، وإليه يَرْجع‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي شعر العباس يمدح النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم‏:‏

مِن قَبْلِها طِبْتَ في الظِّلالِ وَفِي ** مُسْتَوْدَعٍ حَيْثُ يُخْصَفُ الوَرَقُ

المُسْتَوْدَع‏:‏ المكان الذي تُجْعل فيه الوَدِيعة‏.‏ يقال‏:‏ اسْتَوْدَعْتُه وَدِيعَةً، إذا اسْتَحْفَظْتَه إيَّاها، وأراد به الموضعَ الذي كان به آدمُ وحَوَّاءُ من الجنة‏.‏ وقيل‏:‏ أراد به الرَّحِم‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <من تَعَلَّق وَدَعَةً لا وَدَع اللَّهُ له> الوَدَع،الوَدْع بالفَتْح والسُّكون‏:‏ جَمْع وَدَعَة، وهو شيءٌ أبيضُ يُجْلَب من البَحْر يُعَلَّق في حُلُوق الصِّبْيان وغَيْرِهم‏.‏ وإنَّما نَهَى عنها لأنهم كانوا يُعَلِّقُونها مَخافَةَ العَيْن‏.‏

وقوله‏:‏ <لا وَدَع اللَّه له>‏:‏ أي لا جَعَله في دَعَةٍ وسُكُون‏.‏

وقيل‏:‏ هو لَفْظٌ مَبْنيٌّ من الوَدَعَةَ‏:‏ أي لا خَفَّفَ اللَّهُ عنه ما يَخَافُه‏.‏

‏{‏ودف‏}‏ ‏(‏س‏)‏ فيه <في الوُدَاف الغُسْلُ> الوُدَاف‏:‏ الذي يَقْطُر من الذَّكَر فوقَ المَذْي، وقَد وَدَفَ الشَّحْمُ وغيرُه، إذا سَال وقَطَر‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه الحديث <في الأُدَافِ الدِّيَة> يعني الذَّكَر‏.‏ سَمَّاه بما يَقْطُر منه مَجازاً، وقَلَبَ الواوَ همزةً وقد تقدّم‏.‏

‏{‏ودق‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث ابن عباس <فتَمثَّل له جِبريلُ على فَرسٍ وَدِيق> هي التي تَشْتَهِي الفَحْل‏.‏ وقد ودَقَت وأوْدَقَت واسْتَودَقَت، فهي وَدُوق ووَدِيق‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث علي‏:‏

فإنْ هَلَكْتُ فَرَهْنٌ ذِمَّتي لَهُمُ ** بِذَاتِ وَدْقَيْنِ لا يَعْفُو لها أَثَرُ

أي حَرْب شديدة‏.‏ وهو مِن الوَدْق والوِدَاق‏:‏ الحِرْص على طَلَب الفَحْل؛ لأنَّ الحَرْب تُوصَف باللِّقاح‏.‏

وقيل‏:‏ هو من الوَدْق‏:‏ المَطَر، يُقال للحرب الشَّديدة‏:‏ ذاتُ وَدْقَيْن، تَشْبيها بسَحَابٍ ذَاتِ مَطْرَتَيْن شَدِيدَتَيْن‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث زِياد <في يَوْمٍ ذِي وَدِيقَة> أي حرّ شَديد، ، أشدّ ما يكون من الحَرِّ بالظَّهَائِر‏.‏

‏{‏ودك‏}‏ * في حديث الأضاحي <ويحملون منها الوَدَك> هُو دَسَم اللَّحْمِ ودُهْنُه الذي يُسْتَخْرَج منه‏.‏ وقد تكرر في الحديث‏.‏

‏{‏ودن‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث مُصْعَب بن عُمَير <وعليه فِطْعَةُ نَمِرَة قَدْ وَصَلَها بإهابٍ قد وَدَنَه> أي بَلَّه بِمَاء لِيَخْضَعَ ويَلين‏.‏ يقال‏:‏ ودَنْتُ القِدَّ والجِلْدَ أدِنُه، إذا بَللْتَه، وَدْناً وَوِدَاناً، فهو مَوْدُون‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث ظَبْيان <إنَّ وَجّاً كانت لبني إسرائيل (في الهروي: <لبني فلان>‏)‏، غَرَسُوا وِدَانَهُ> أراد بالوِدَانِ مَواضِعَ النَّدَى والْمَاء التي تَصْلح لِلْغِراس‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث ذي الثُّديَّة <أنه كان مَوْدُونَ اليَدِ> وفي روَاية <مُودَنَ اليَدِ> أي ناقِصَ اليَدِ صَغِيرَها‏.‏ يُقال‏:‏ وَدَنْتُ الشيءَ وَأوْدَنْتُه، إذا نَقَصْتَه وصَغَّرتَه‏.‏

وفيه ذِكر <وَدَّان> في غير موضع، وهو بفَتْح الوَاوِ وتَشْديد الدَّال‏:‏ قَرْيَة جامِعَة قَريباً من الجُحْفة‏.‏

‏{‏ودا‏}‏ ‏(‏س‏)‏ في حديث القَسَامة <فَوَداه من إبِلِ الصَّدَقة> أي أعْطَى ديَتَه‏.‏ يقال‏:‏ وَدَيْتُ القَتِيلَ أدِيه دِيَةً، إذا أعْطَيْتَ دِيَتَه، وأتَّدَيْتُه‏:‏ أي أخَذْتُ دِيَتَه، والهاء فيها عِوَض من الواوِ المحذوفة‏.‏ وجَمْعُها‏:‏ دِيات‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه الحديث <إن أحَبُّوا قَادُوا، وإنْ أَحبُّوا وَادُوا> أي إن شاءوا اقْتَصُّوا، وإن شاءوا أخَذُوا الدِّية‏.‏ وهي مُفَاعَلَة من الدِّية‏.‏ وقد تكرر في الحديث‏.‏

وفي حديث ما يَنْقُض الوضوء ذِكْر <الوَدْي> هو بسكون الدال،

وبكَسْرها وتَشْديد الياء‏:‏ البَلَلُ اللَّزِج الذي يَخْرُج من الذَّكر بَعْد البَوْل‏.‏ يُقال‏:‏ وَدَى ولا يقال‏:‏ أَوْدَى ‏(‏في الأصل‏:‏ <...وَدِيٌّ. ولا يقال: وَدْيٌ> والمثبت من ا، واللسان‏.‏‏)‏ وقيل‏:‏ التَّشْديدُ أصحُّ وأفْصَحُ من السُّكون‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث طَهْفة <مَات الوَدِيُّ> أي يَبِسَ من شِدّة الجَدْب والقَحْط‏.‏ الوَديّ بتشديد الياء‏:‏ صِغَارُ النَّخْل، الواحدة‏:‏ وَدِيَّة‏.‏

‏(‏س ‏[‏ه‏]‏‏)‏ ومنه حديث أبي هريرة <لم يَشْغَلْني عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم غَرْسُ الوَدِيِّ> وقد تكرر في الحديث‏.‏

وفي حديث ابن عوف‏:‏

وأوْدَى سَمْعُه إلا نِدَايَا *

أوْدَى‏:‏ أي هَلَك‏.‏ ويُريدُ به صَمَمَه وذَهابَ سَمْعِه‏.‏

 باب الواو مع الذال

‏{‏وذأ‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <أنَّ رجلا قام فنال من عثمان فَوَذأه عبد اللَّه بنُ سلام فاتَّذَأَ> أي زَجَرَه فازْدَجَر ‏(‏في الهروي، واللسان‏:‏ <فانزجر>‏)‏ وهو في

الأصل‏:‏ العَيْبُ والحقارة‏.‏

‏{‏وذح‏}‏ *في حديث علي رضي اللَّه عنه <أمَا واللَّه لَيْسَلَّطنَّ عليكم غُلامُ ثَقيف الذَّيَّالُ الميَّالُ، إيهٍ أبَا وَذَحَةَ> الوَذَحَة بالتحريك‏:‏ الخُنْفَسَاء، مِن الوَذَخ‏:‏ وهو ما يتَعَلَّق بِأَلْيَة الشَّاة من البَعْر فيَجِفّ، الواحدةُ‏:‏ وَذَحَةٌ‏.‏ يقال‏:‏ وَذِحَتِ ‏(‏ضبط في الأصل بفتح الذال المعجمة‏.‏ والتصحيح من ا، واللسان‏.‏ وهو من باب فَرِح، كما في القاموس‏)‏ الشَّاة تَوْذَح وتَيْذَحُ وَذَحاً‏.‏ وبعضُهم يقولُه بالخاء‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث الحجاج <أنه رأى خُنْفَساءةً فقال: قاتَلَ اللَّهُ أقواما يَزُعمون أن هذه من خَلْقِ اللَّه تعالى، فقيل: ممَّ هي؟ قال: مِن وَذَح إبليس>‏.‏

‏{‏وذر‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <فأُتينَا بثَريدةٍ كثيرةِ الوَذْرِ> أي كثيرة قِطَع اللحم‏.‏ والوَذْرَة بالسُّكون‏:‏ القِطْعة من اللحم‏.‏ والوَذْرُ بالسكون أيضا‏:‏ جَمْعُها‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث عثمان <رُفِع إليه رَجُل قال لأخر: يا ابنَ شامَّةِ الوَذْرِ> هذا القَولُ من سِباب العَرب وذَمِّهم‏.‏ ويُريدون به يا ابن شامَّة المَذاكِير، يَعْنون الزِنا، كأنها كانت تَشَمُّ كَمَراً مُخْتَلِفة‏.‏ والذَّكَر‏:‏ قِطْعَة من بَدَن صاحبه‏.‏

وقيل‏:‏ أراد بها القُلَفَ، جمع قَلَفَة الذَّكَر، لأنها تُقْطع‏.‏

وفيه <شَرُّ النساء الوَذِرَةُ الْمَذِرَةُ> هي التي لا تَسْتَحيِي عند الجماع‏.‏

وفي حديث أم زَرْع <إني أخافُ ألاّ أذَرَه> أي ‏(‏هذا شرح ابن السِّكِّيت، كما ذكر الهروي‏)‏ أخافُ ألاّ أتْرُكَ صِفَتَه، ولا أقْطَعَها من طُولها‏.‏

وقيل‏(‏القائل هو أحمد بن عبيد كما جاء في الهروي‏)‏‏:‏ معناه أخاف ألاّ أقْدِرَ على تَرْكِه وفِراقِه؛ لأنَّ أولادي منه، وللأسباب التي بَيْني وبَيْنَه‏.‏

وحُكْمُ <يَذَرُ> في التَّصْريف حُكْم <يَدَعُ> وأصْله‏:‏ وذِرَهُ ويَذَرُهُ، كَوَسِعَه يَسَعُه‏.‏ وقد أُمِيتَ ماضِيه ومَصْدَرُه، فلا يقال‏:‏ وَذِرَه، ولا وَذْراً، ولا وَاذِراً ولكنْ تَركَهُ تَرْكاً، وهو تاركٌ‏.‏

‏{‏وذف‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <أنه نزَل بأمّ مَعْبَد وَذْفانَ (في ا: <وذَفان> بفتح الذال المعجمة‏.‏‏)‏ مَخْرَجه إلى المدينة> أي عند مخرجِه، وهو كما تقول‏:‏ حِدْثانَ مَخْرَجه، وسُرْعانَه والتَّوذُّف‏:‏ مُقَارَبَة الخَطْو والتَّبَخْتُر في المَشْي وقيل‏:‏ الإسراع‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث الحجَّاج <خرج يَتَوذَّف حتى دخل على أسماءَ>‏.‏

‏{‏وذل‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث عمرو <قال لمعاوية: ما زِلْت أرُمُّ أمْرَك بوَذَائِله> هي جَمْع وَذِيلَة، وهي السَّبيكة من الفِضَّة‏.‏ يريد أنه زَيَّنَه وَحسَّنه‏.‏

قال الزمخشري‏:‏ <أراد بالوَذائل جمع وذيلَة، وهي المرآةُ، بلُغَة هُذَيل، مَثَّل بها آرَاءه التي (في الفائق 2/159: <التي كانت لمعاوية أشباه المرائي>‏)‏ كان يَراها لمعاوية، وأنها أشباه المَرايا، يَرى فيها وُجُوه صَلاح أمرِه، واستقامةِ مُلْكِه‏:‏ أي ما زِلت أرُمّ أمْرَك بالآراء الصَّائبة، والتَّدابير التي يُسْتَصْلح المُلْكُ بِمثْلِها>‏.‏

‏{‏وذم‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه<أُرِيتُ الشيطانَ، فَوَضعتُ يَدي عَلى وَذَمَتِه> الوَذَمَة بالتَّحريك‏:‏ سَير يُقَدُّر طُولاً، وجَمْعُه‏:‏ وِذامٌ، ويُعْمَل منه قِلادَةٌ تُوضَع في أعْناق الكِلاب لِتُرْبَط بِها، فشَبَّه الشَّيطانَ بالكَلْب، وأراد تَمَكُّنَه مِنْهُ، كما يَتَمكَّن القابضُ على قِلادَةِ الكَلْب‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث أبي هريرة <وسُئِل عن كَلْب الصَّيد فقال: إذا وَذَّمْتَه وأرْسَلْتَه وذَكَرتَ اسْم اللَّه فكُلْ> أي إذا شَدَدْتَ في عُنُقِه سَيراً يُعْرَف به أنَّه مُعَلَّمٌ مُؤدَّب‏.‏

ومنه حديث عمر <فَرَبَط كُمَّيْة بِوَذَمَةٍ> أي سَيْر

وحديث عائشة، تصِف أباها <وأوْذَمَ السِّقاء> أي شَدّه بالوَذّمَة‏.‏

وفي روَاية أُخرى‏:‏ <وَأوذَمَ العطِلَة>‏(‏ضبط في الأصل بفتح الطاء المهملة‏.‏ وهو كفَرِحة، كما في القاموس‏.‏ وسبق في ‏(‏عطل> تريد الدَّلو التَّي كانت مُعَطَّلَة عن الإسْتِقاء، لِعَدَم عُراها وانْقِطاع سُيُورها‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث علي <لَئن وَليتُ بَني أميَّة لأنْفُضَنَّهم نَفْضَ القَصَّاب الوِذَامَ الترِبَة> وفي رِواية <التِّرابَ الوَذِمَة> ‏(‏وهي رواية الهروي‏)‏ أرَادَ بالْوِذَام الحُزَزَ مِنَ الكَرِش، أو الكَبِد السَّاقِطَة في التُّراب‏.‏ فالقَصَّابُ يبالغ في نَفْضِها‏.‏وقد تقدم في حرف التاء مبسوطا‏.‏

 باب الواو مع الراء

‏{‏ورب‏}‏ ‏[‏ه‏]‏ فيه <وإنْ بايَعْتَهم وارَبُوك> أي خادَعُوك، من الوَرَب، وهو الفَساد‏.‏ وَقَدْ وَرِبَ يَوْرَب‏.‏ ويَجُوز أنْ يكون من الإربْ، وهو الدَّهَاء، وقَلَبَ الهَمْزَةَ وَاواً‏.‏

‏{‏ورث‏}‏ * في أسماء اللَّه تعالى <الوارِث> هُو الذي يَرِث الخلائِقَ، ويَبْقَى بَعْد فَنائِهم‏.‏

‏(‏ه س‏)‏ ومنه الحديث <اللَّهُمَّ مَتِّعْني بَسَمْعي وَبَصَرِي، واجْعَلْهُما الوَارِثَ مِنّي> أي أبْقِهما صَحِيحَين سَليمَيْن إلى أنْ أمُوتَ ‏(‏هذا قول ابن شُمَيل، كما في الهروي‏)‏

وقيل‏:‏ أراد بَقَاءَهُما وقَوتَّهُما عند الكِبَر وانْحِلال القُوَى النَّفْسانِيَّة، فيكون السَّمْع والبَصَر وَارِثَيْ سَائِر القُوى، والبَاقِيَيْن بَعْدَها‏.‏

وقيل‏:‏ أرَاد بالسَّمْع وَعْيَ ما يَسْمَع والعَمَلَ به، وبالبَصر الإعتبارَ بما يَرى‏.‏

وفي رواية <واجْعَلْه الوَارِثَ مِنِّي> فَرَدّ الْهَاء إلى الإمْتَاع، فلذلك وحَّدَه‏.‏

وفيه <أنه أمَر أنْ يُورَّث (في اللسان: <تُوَرَّث>‏)‏ دُورَ المُهاجرين النِّساءُ> تَخْصيصُ النساء بتَوْريث الدُّور يُشْبِه أنْ يكون على مَعْنى القِسْمَة بين الوَرَثَة، وخَصَّهُنّ بِها؛ لأنَّهُنَّ بالمدينة غَرائِبُ لا عَشِيرةَ لَهُنَّ، فاخْتارَ لَهُنَّ المنازل للسُّكْنَى‏.‏

ويَجوز أن تكون الدّورُ في أيْديِهنَّ على سَبيل الرِّفْق بِهنَّ لا للتَّمليك، كما كانَت حُجَرُ النَّبي صلى اللَّه عليه وسلم في أيدي نِسائه بَعْدَه‏.‏

‏{‏ورد‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <اتَّقُوا البِرازَ في المَوَارِد> أي المَجاري والطُّرُق إلى الْمَاء، واحِدُها‏:‏ مَوْرِدٌ وهو مَفْعِل من الوُرُودِ‏.‏ يقال‏:‏ وَرَدْتُ الماءَ أرِدُهُ وُرُوداً، إذا حَضَرْتَه لِتَشْرَب‏.‏ والوِرْدُ‏:‏ الماء الذي تَرِدُ عليه‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث أبي بكر <أنه أخَذَ بِلسانه وقال: هَذا الَّذي أوْرَدَنِي المَوارِدَ> أرَادَ المَوارِدَ المُهْلِكة، واحِدَتُها‏:‏ مَوْرِدَة‏.‏ قاله الهروي‏.‏

وفيه <كان الحسن وابن سِيرين يَقْرآن القرآن من أوّله إلى آخرِه وَيَكْرَهَان الأوْرَادَ> والأوْرَادُ‏:‏ جَمْعُ وِرْد، وهو بالكسر‏:‏ الجُزْء‏.‏ يُقال‏:‏ قرأت وِرْدِي‏.‏ وكانوا قد جَعَلوا القرآن أجْزاءً، كُلُّ جُزْءٍ منها فيه سُوَرٌ مُخْتَلِفة على غير التَّألِيف حَتى يُعْدِّلوا بَيْن الأجْزاء ويُسَوُّوها‏.‏

وكانوا يُسَمُّونها الأوْرَاد‏.‏

وفي حديث المغيرة <مُنْتَفِخَة الوَرِيد> هُو العِرْق الذي في صَفْحة العُنُق يَنْتَفِخ عند الغَضَب، وهُما وَرِيدانِ، يَصِفُها بِسُوء الخُلُق وكَثْرة الغَضَب‏.‏

‏{‏ورس‏}‏ ‏(‏س‏)‏ فيه <وَعليه مِلْحَفَةٌ وَرْسيَّة> الوَرْسُ‏:‏ نَبْتٌ أصْفَرُ يُصْبَغ به‏.‏ وقد أوْرَس المكانُ فهو وَارِس‏.‏ والقِياس‏:‏ مُورِسٌ وقد تكرر ذكره في الحديث‏.‏ والوَرْسِيَّة‏:‏ المَصْبُوغة به‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث الحسين <أنَّه اسْتَسْقَى فأُخْرِج إليه قَدَحٌ وَرْسِيٌ مُفَضَّض> هو المَعْمول من الخَشب النُّضَار الأصْفَر، فَشُبّه به؛ لِصُفْرته‏.‏

‏{‏ورض‏}‏ ‏[‏ه‏]‏ فيه <لا صِيَامَ لمن لم يُوَرِّضْ من اللَّيل> أي لم يَنْوِ يُقال‏:‏ وَرَّضْتُ الصَّوْمَ وأرَّضْتُهُ، إذا عَزَمْتَ عليه‏.‏ والأصْل الهمْز، وَقَد تقدَّم‏.‏

‏{‏ورط‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث الزكاة <لا خِلاطَ ولاَ وِرَاط> الوِرَاطُ ‏(‏هذا قول أبي بكر الأنباري، كما ذكر الهروي‏)‏‏:‏ أنْ تُجْعَل الغَنَمُ في وَهْدَةٍ ‏(‏في الهروي‏:‏ <هُوَّة>‏)‏ من الأرض لتَخْفَى على المُصَدِّق‏.‏ مأخوذٌ من الوَرْطَةِ، وهيَ الهُوّة العَمِيقَة في الأرض، ثم اسْتُعِير للنَّاس إذا وقَعُوا في بَلِيَّةٍ يَعْسُر المَخْرَجُ منها‏.‏

وقيل‏:‏ ‏(‏القائل هو شَمِر، كما ذكر الهروي‏)‏ الوِرَاطُ‏:‏ أنْ يَغَيِّيب إبِلَهُ أو غَنَمَه في إبِل غَيره وغَنَمِه‏.‏

وقيل ‏(‏القائل هو أبو سعيد الضرير، كما ذكر الهروِي أيضا‏)‏‏:‏ هو أنْ يَقول أحَدُهم للمُصَدِّق‏:‏ عند فَلان صَدَقَةٌ، وليسَت عِنده‏.‏ فهُو الوِرَاط والإيرَاط‏.‏ يقال‏:‏ ورَطَ وأوْرَط‏.‏

وفي حديث ابن عمر <إنَّ مِن وَرَطات الأمورِ التِّي لا مَخْرجَ منها سَفْكَ الدَّم الحَرام بِغَيْر حِلّه>‏.‏

‏{‏ورع‏}‏ ‏(‏س‏)‏ فيه <مِلاَكُ الدِّين الوَرَع> الوَرَعُ في الأصْل‏:‏ الكَفُّ عن المَحارِم والتَّحَرُّج مِنْه‏.‏ يقال‏:‏ وَرِع الرَّجُل يَرِعُ، بالكَسْر فيهما، وَرَعاً ورِعَةً، فهُو وَرِعٌ، وتَوَرَّع من كذا، ثم اسْتُعِير للكفّ عن المُباح والحلال وينقسم إلى‏.‏‏.‏‏.‏ ‏(‏بياض بالأصل وا‏.‏ وجاء بهامش الأصل‏:‏ <هكذا بياض في جميع النسخ> والحديث وإن كان في كتاب أبي موسى، كما رمز إليه المصنف، إلا أني لم أجد هذا الشرح في كتاب أبي موسى المسمى <المغيث في غريب القرآن والحديث> المحفوظ بجامعة الدول العربية برقم ‏(‏500 حديث>

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث عمر <وَرِّع اللّصَّ ولا تُرَاعِه> أي إذا رَأيْتَه في مَنْزلك فاكْفُفْه وادْفَعْه بما اسْتَطَعْت‏.‏ ولا تُرَاعِه‏:‏ أي لا تَنْتَظِر فيه شيئاً ولا تَنْظُر ما يكون مِنه وكلّ شيء كفَفْتَه فقد ورَّعْتَه‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديثه الآخر <أنه قال للسَّائِب: وَرِّعْ عَنِّي في الدِّرْهَم والدِّرْهَمَيْن> أي كُفَّ عَنّي الخُصُومَ، بأن تَقْضِيَ بَيْنَهُم وتَنُوبَ عَنّي في ذلك‏.‏

وحديثه الآخر <وإذا أشْفَى وَرِعَ> أي إذا أشْرَف على مَعْصِيَةٍ كَفَّ‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث الحسن <ازدَحَمُوا عليه، فرأى منْهُم رِعَةً سَيّئة، فقال: اللَّهُمَّ إلَيْك> يُريد بالرِّعَة ها هنا الاحْتِشَامَ والكَفَّ عن سُوء الأدب، أي لم يُحْسِنوا ذلك‏.‏ يُقال‏:‏ وَرِع يَرِعُ رِعَةً، مِثْل وَثِقَ يَثِقُ ثِقَةً‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث الدعاء <وأعذْني من سُوء الرِّعة> أي سُوء الكَفّ عَمَّا لا يَنْبَغَي‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث ابن عوف <وبِنَهْيه يَرِعُون> أي يَكُفُّون‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وحديث قيس بن عاصم <فلا يُورَّع رجُلٌ عن جَمَل يَخْتَطِمُه> أي يُكَفُّ وَيُمْنَع‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <كان أبو بكر وعمر يُوَارِعَانِه> يَعْني عليّاً‏:‏ أي يَسْتَشِيرانِه‏.‏ والمُوارَعَة‏:‏ المُناطَقة والمُكالَمةُ‏.‏

‏{‏ورق‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث الملاعنة <إن جاءت به أوْرَقَ جَعْداً> الأوْرَق‏:‏ الأسْمَر‏.‏ والوُرْقة‏:‏ السُّمْرة‏.‏ يقال‏:‏ جَمَلٌ أوْرَقُ، وناقَةٌ وَرْقاءُ‏.‏

ومنه حديث ابن الأكوع <خَرَجْتُ أنَا وَرَجُلٌ من قَوْمي وهُو عَلَى نَاقةٍ ورْقَاء>‏.‏

وحديث قُسّ <على جَمَلٍ أوْرَقَ>‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <أنه قال لِعَمَّار: أنْتَ طَيِّبُ الوَرَق> أراد بالوَرَق نَسْلَه، تَشْبِيهاً بوَرَق الشَّجَر، لخُروجها منها‏.‏ وَوَرَقُ القوم‏:‏ أحْدَاثُهم ‏(‏هذا قول ابن السِّكِّيت، كما في الهروي‏)‏ ‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث عَرْفَجة <لمَّا قُطِعَ أنْفُه [يَومَ الكُلاب] (ساقط من ا، واللسان. وفي اللسان: <فأنتن عليه>‏.‏‏)‏ اتَّخَذَ أنْفاً من وَرِقٍ فأنْتَن، فاتَّخَذَ أنْفاً مِنْ ذَهَب> الوَرِق بكسْر الرَّاء‏:‏ الفِضَّة‏.‏ وقَد تُسَكَّن‏.‏ وحَكَى القُتَيْبي عن الأصمعي أنَّه إنَّما اتَّخَذَ أنْفاً مِن وَرَق، بفَتْح الرَّاء، وأرَادَ الرِّق ،الرَّق ‏(‏بالفتح، ويكسر، كما في القاموس‏)‏ الذي يُكْتَبُ فيه، لأنَّ الفِضَّة لا تُنْتِن‏.‏قال‏:‏ وكنت أحْسَبُ أن قَول الأصْمَعي أنَّ الفِضَّة لا تُنْتِن صحيحا، حتى أخْبرني بعضُ أهل الخِبْرة أنَّ الذَّهَب لا يُبْليه الثَّرى، ولا يُصْدِئه النَّدى، ولا تَنْقُصه الأرضُ، ولا تأكُله النَّار‏.‏

فأمَّا الفِضَّة فإنَّها تَبْلَى، وتَصْدَأ، وَيَعْلُوها السَّوادُ، وَتُنْتِنُ‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <ضِرْس (في الهروي: <سِنّ>‏.‏‏)‏ الكافِر في النَّار مِثْلُ وَرِقَان> هو بوَزْن قَطِرانٍ‏:‏ جَبَلٌ أسْودُ بَيْن العَرْج والرُّوَيْثَة، على يَمين المَارِّ من المدينة إلى مَكَّة‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه الحديث <رَجُلانِ مِن مُزَيْنَةَ ينْزِلان جَبَلاً من جِبال العَرب يقال له وَرِقَان، فَيُحْشَر النَّاسُ ولا يَعْلمَان>‏.‏

‏{‏ورك‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <كَرِه أن يَسْجُدَ الرجُل مُتَوَرِّكاً> هُوَ أنْ يَرْفَعَ وَرِكَيْهِ إذا سَجَد حتى يُفْحِشَ في ذلك‏.‏

وقيل‏:‏ هو أن يُلْصِقَ أَلْيَتَيْه بِعَقِبَيه في السجود‏.‏

وقال الأزهري‏:‏ التَّورُّك في الصَّلاة ضَرْبَان‏:‏ سُنَّةٌ ومَكْروه، أمَّا السُّنَّة فأن يُنَحِّيَ رِجْلَيْه في التَّشهُّد الأخِير، ويُلْصِقَ مَقْعَده ‏(‏في الهروي <ويُلْزِق مَقْعَدته>‏.‏‏)‏ بالأرض، وهو من وَضْع الوَرِك عليها‏.‏ والوَرِك‏:‏ ما فَوق الفَخِذ، وهي مُؤَنَّثَة‏.‏

وأمَّا المَكْروه فأن يَضَعَ يَدَيْه على وَرِكَيه في الصلاة وهو قائم‏.‏ وقد نُهِيَ عنه‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث مجاهد <كان لا يَرى بأساً أن يَتَوَرَّكَ الرجُل على رِجْله اليُمْنَى في الأرضِ المُسْتَحيلةِ، في الصلاة> أي يَضع وَرِكَه على رِجْله‏.‏ والمُسْتَحِيلة‏:‏ غير المُسْتَوِية‏.‏

ومنه حديث النَّخَعيّ <أنه كان يَكْره التَّورُّكَ في الصلاة>‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه الحديث <لَعَلَّك من الذَّين يُصلُّون على أوْراكهم> فُسِّر بأنَّه الذي يَسْجُد ولا يَرْتَفِع عن الأرض، ويُعْلِي وَرِكَه، لَكنّهُ يُفَرّج رُكْبَتَيْه، فكأنه يَعْتَمد على وَرِكه‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفيه <جاءت فاطمةُ مُتَوَرِّكَةً الحَسن> أي حَامِلَتَهُ على وَرِكِها‏.‏

‏(‏ه س‏)‏ وفيه <أنه ذكر فِتْنَةً تكون، فقال: ثم يَصْطَلِح الناسُ على رَجُلٍ كَوَرِكٍ على ضِلَع> أي يَصْطَلحون على أمْرٍ وَاهٍ لا نِظامَ له ولا اسْتِقامَة؛ لأنَّ الوَرِك لا يَسْتَقيم على الضِّلَع ولا يَتَرَكَّب عليه؛ لاخْتلاف ما بَيْنَهما وبُعْدِه‏.‏

وفيه <حتى إنّ رأسَ ناقتِه ليُصيبُ مَورِكَ رَحْله> المَوْرِك والمَوْرِكة‏:‏ المِرْفَقة التي تكون عند قادمِةِ الرَّحل، يَضَعُ الراكب رِجْلَه عليها ليَسْتريح من وَضْعِ رِجْلِه في الرِّكَاب‏.‏

أرادَ أنَّه كان قد بَالَغ في جَذْب رَأسِها إليه، ليكُفَّها عن السَّيْر‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث عمر <أنه كان يَنْهَى أن يُجْعَلَ في وِرَاكٍ صَلِيبٌ> الوِرَاكُ‏:‏ ثَوْبٌ يُنْسَجُ وَحْدَه، يُزَيَّنُ به الرَّحْلُ‏.‏

وقيل‏:‏ هي النُّمْرُقَة الَّتي تُلْبَسُ مُقَدَّمَ الرَّحْل، ثُمَّ تُثْنَى تَحْتَه‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث النَّخَعِيّ، في الرجُل يُسْتَحْلَف <إن كان مَظْلُوماً فَوَرَّك إلى شيءٍ جَزَى عنه> التَّوْريك في اليَمين‏:‏ نِيَّةٌ يَنُوِيها الحالِفُ، غَيْرَ ما يَنْوِيه مُسْتَحْلِفُهُ، من وَرَّكْتُ في الْوادي، إذا عَدَلْتَ فيه وَذَهَبْتَ‏.‏

‏{‏ورم‏}‏ ‏(‏س‏)‏ فيه <أنه قام حتى وَرِمتْ قدماهُ> أي انْتَفَخَتْ من طُول قِيامِه في صَلاة الليل‏.‏ يُقال‏:‏ وَرِمَ يَرِمُ، والقياس‏:‏ يَوْرَمُ، وهو أحدُ مَا جاءَ على هذا البِنَاء‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث أبي بكر <وَلَّيْتُ أمُورََكُمْ خَيْرََكُمْ، فَكُلُّكُم وَرِمَ أنْفُهُ على أن يكُونَ له الأمْرُ من دُونِه> أي امْتَلأ وانْتَفَخَ من ذلك غَضَباً‏.‏ وخَصَّ الأنْفَ بالذِّكْر لأنَّه مَوْضِعُ الأنَفَة والكِبْر، كَما يُقال‏:‏ شَمَخَ بأنْفِه‏.‏

ومنه قول الشاعر‏:‏

ولا يُهَاجُ إذا مَا أنْفُه وَرِمَا *

‏{‏وره‏}‏ ‏(‏س‏)‏ في حديث الأحنف <قال لَه الحُتَات: واللَّهِ إنك لَضَئِيل، وإنّ أمَّك لَورْهَاءُ> الْوَرَه بالتَّحريك‏:‏ الخَرَق في كُلّ عَمل‏.‏ وقيل‏:‏ الحُمقُ‏.‏ ورَجُلٌ أوْرَهُ، إذا كان أحْمَقَ أهْوَجَ‏.‏ وقد وَرِهَ يَوْرَهُ‏.‏

ومنه حديث جعفر الصادق‏:‏ <قال لرجُل: نَعَمْ يا أَوْرَهُ>‏.‏

‏{‏ورا‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <كانَ إذا أرادَ سَفَراً وَرَّى بغيره> أي سَتَره وكَنَى عنه، وأوْهَم أنه يُريد غَيْره‏.‏ وأصلُه من الوَراء‏:‏ أي ألْقَى البَيَانَ وراءَ ظَهْره‏.‏

وفيه <ليس وَراءَ اللَّه مَرْمىً> أي ليس بَعْدَ اللَّه لِطَالبٍ مَطْلَبٌ، فإليه انتِهت العُقُول وَوَقَفَت، فَلَيس وَرَاءَ مَعْرفته والإيمان به غايةٌ تُقْصَد‏.‏ والمَرْمَى‏:‏ الغَرضُ الذي يَنْتَهِي إليه سَهْم الرَّامي‏.‏ قال النابغة ‏(‏الذَّبْياني‏.‏ وصدر البيت‏:‏

حَلَفْتُ فلم أتركْ لنفسِك رِيبَةً *

مجموعة خمسة دواوين ص 12‏:‏‏)‏

وَلَيْسَ وَرَاءَ اللَّهِ لِلمَرْءِ مَذْهَبُ *

ومنه حديث الشفاعة <يَقُول إبراهيم: إنِّي كُنْتُ خليلاً مِن وَرَاءَ وَرَاءَ> هكذا يُرْوَى مَبْنِيّاً على الفتح‏:‏ أي من خَلْفِ حِجاب‏.‏

ومنه حديث مَعْقِل <أنه حَدَّث ابن زِياد بحديث، فقال: أشَيْءٌ سَمِعْتَه من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أو من وَرَاءَ وَرَاءَ؟> أي مِمَّن جاء خَلْفَه وبَعْدَه‏.‏

وفي حديث الشَّعْبِيّ <أنه قال لرجل رأى معه صَبِيَّاً: هذا ابْنُك؟ قال: ابنُ ابْنِي. قال: هو ابْنُكَ من الوَراء> يقال لِوَلَدِ الوَلَد‏:‏ الوَرَاء‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <لأنْ يَمْتَلِىءَ جَوْفُ أحَدِكم قَيحاً حتى يَرِيَه خَيْرٌ لَه من أن يَمْتَلِيءَ شِعْرا>هُو ‏(‏هذا قول أبي عبيد، كما ذكر الهروي‏)‏ من الوَرْى‏:‏ الدَّاءِ؛ يقال‏:‏ وُرِيَ يُورَى ‏(‏في الأصل‏:‏ <وَرَى يَوْرِي> وأثبتُّ ضبط ا، واللسان، والهروي‏)‏ فهُو مَوْرِيٌّ، إذا أصاب جَوْفَه الدَّاءُ‏.‏

قال الأزهري‏:‏ الوَرْيُ، مثَال الرَّمْي‏:‏ دَاء يُداخل الجَوف‏.‏ يقال‏:‏ رَجُلٌ مَوْرِيٌّ، غَير مهموز‏.‏

وقال الفرّاء‏:‏ هُو الوَرَى، بفتح الراء‏.‏

وقال ثَعْلب‏:‏ هو بالسُّكون‏:‏ المَصْدَرُ، وبالفَتْح‏:‏ الاسم‏.‏

وقال الجوهري‏:‏ <وَرَى القَيْحُ جَوْفَهُ يَرِيه وَرْياً: أكَلَه>‏.‏

وقال قوم‏:‏ معناه‏:‏ حتى يُصيبَ رِئتَه‏.‏ وأنْكَره غَيْرُهُم؛ لأنّ الرِّئةَ مهموزة، وإذا بَنَيْتَ منه فِعْلا قُلتَ‏:‏ رَآه يَرْآه فهو مَرْئيٌّ‏.‏

وقال الأزهري‏:‏ إنّ الرئةَ أصْلُها من وَرَى، وهي محذوفة منه‏.‏ يقال‏:‏ وَرَيْتُ الرجُلَ فهو مَوْرِيٌّ، إذا أصَبْتَ رئتَه‏.‏ والمشهور في الرئة الهَمْزُ‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث تزويج خديجة <نَفَخْتَ فأوْرَيْتَ> يقال‏:‏ وَرَى ‏(‏ضبط في الأصل‏:‏ <وَرِيَ> وأثبته بالفتح من ا‏.‏ وهو من باب وعد‏.‏ وفي لغة‏:‏ وَرِيَ يَرِي بكسرهما قاله في المصباح‏.‏‏)‏ الزَّنْدُ يَرِي، إذا خَرَجَتْ نارُه، وأوْراهُ غيره، إذا اسْتَخْرج نارَه‏.‏ والزَّنْد‏:‏ الوَارِي الذي تَظْهر نارُه سريعة‏.‏

قال الحربي‏:‏ كان ينبغي أن يقولَ‏:‏ قدَحْتَ فأوْرَيْتَ‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث علي <حتى أورَى قَبَساً لِقابِس> أي أظْهَر نُوراً من الحق لِطَالِبِ الهُدَى‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث فتح أصْبَهان <تَبْعَث إلى أهل البَصْرة فَيُوَرُّوا> هُو مِن وَرّيْتُ النارَ تَوْريةً، إذا اسْتَخْرَجْتَها‏.‏ واسْتَوْرَيْتُ فُلانا رَأياً‏:‏ سَألتُه أن يَسْتَخْرِجَ لِي رأياً‏.‏

ويَحتَمل أن يكون من التَّوْرِية عن الشَّي، وهو الكناية عنه‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث عمر <أنَّ امْرَاةً شَكَت إليه كُدُوحاً في ذِراعَيْها من احْتِرَاش الضِّبَاب، فقال: لو أخَذْتِ الضَّبَّ فَورَّيْتِه، ثم دَعَوْتِ بِمِكْتَفَةٍ (في الأصل، وا: <بمكنفة> بالنون‏.‏ وأثبتُّه بالتاء من الهروي، واللسان، ومما سبق في مادة ‏(‏ثمل‏)‏‏.‏‏)‏ فَأَمَلْتِهِ كان أشْبَعَ > وَرَّيْتِه‏:‏ أي ‏(‏هذا شرح شَمِر، كما ذكر الهروي‏)‏ رَوَّغْتِه في الدُّهْن والدَّسَم، من قولك‏:‏ لَحْمٌ وَرارٍ‏:‏ أيْ سَمين‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث الصَّدقَة <وفي الشَّوِيِّ الورِيّ مُسِنَّة> فَعِيل بمعنى فاعل‏.‏

 باب الواو مع الزاي

‏{‏وزر‏}‏ *فيه <لا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أخْرَى> الوِزْرُ‏:‏ الحِمْل والثِّقْل، وأكثر ما يُطْلَق في الحديث على الذَّنْب والإثم‏.‏ يقال‏:‏ وَزَرَ يَزِرُ فهو وَازِرٌ، إذا حَمل ما يُثْقِل ظَهْرَه من الأشياء المُثْقَلة ومن الذنوب‏.‏ وجَمْعُه‏:‏ أوْزَار‏.‏

ومنه الحديث <قد وَضَعَتِ الحَرْبُ أوْزارَها> أي انْقَضَى أمْرُها وخَفَّت أثْقالُها فلم يَبْقَ قِتَال‏.‏

ومنه الحديث <ارْجِعْنَ مَأْزوراتٍ غَيْرَ مأْجورات (في الأصل، وا:<مأجوراتٍ غير مأزورات> والتصحيح من المصباح، واللسان، والقاموس والحديث أخرجه ابن ماجه في ‏(‏باب ما جاء في اتباع النساء الجنائز من كتاب الجنائز‏)‏ 1/503 وجاء في الأصل وا‏:‏ <أي غير آثمات> وأسقطت <غير> ليوافق الشرحُ المتنَ‏.‏‏)‏ أي آثِماتٍ وقياسُه‏:‏ مُوْزُوراتٍ يقال‏:‏ وُزِرَ فهو مُوْزُورٌ‏.‏ وإنما قال‏:‏ مَأزُورات للأزْدِوَاج بِمأجورات‏.‏ وقد تكرر في الحديث مفْردا ومجموعا‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث السَّقيفة <نَحنُ الأُمَرَاء وأنْتُم الْوُزَراء> جَمْع وَزِير، وَهو الذي يُوازِرُه، فيَحْمِل عنه ما حُمِّلَه من الأثْقال‏.‏ والذي يَلْتَجيءُ الأمِير إلى رَأيه وتَدبِيره فهو مَلْجَاٌ له ومَفَزَع‏.‏

‏{‏وزع‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <من يَزَعُ السُّلْطانُ أكْثَر مِمَّن يَزَعُ القُرآنُ> أي مَن يَكُفُّ عن ارتكاب العَظائِم مَخَافَةَ السُّلطان أكْثرُ مِمَّن يَكُفُّه مَخافَةَ القرآنِ واللَّهِ تعالى‏.‏ يُقال‏:‏ وَزَعَه يَزَعُه وَزْعاً فهو وازِعٌ، إذا كَفَّه ومَنَعَه‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه الحديث <إنَّ إبليسَ رأى جبريلَ عليه السلام يوم بَدْر يَزَعُ الملائكة> أي يُرَتِّبَهم ويُسَوِّيِهم ويَصُفُّهم للحرْب، فكأنه يَكُفُّهُم عن التَّفَرّق والانتشار‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث أبي بكر <إنَّ المُغيرةَ رجُلٌ وازِعٌ> يريد أنَّه صالِح للتَّقدُّم على الجَيْش، وتَدْبيرِ أمرِهِم، وتَرْتِيبِهم في قِتالهم‏.‏

‏[‏ه‏]‏ ومنه حديث أبي بكر <أنه شُكِيَ إليه بَعْض عُمَّالهِ ليَقْتَصَّ منه، فقال: أُقِيدُ مِن وَزَعةِ اللَّه؟> الوَزَعَة‏:‏ جمع وَازِع، وهو الذي يكُفُّ الناسَ ويَحْبِسُ أوَّلهم على آخرِهِم‏.‏ أراد‏:‏ أُقيِدُ من الذَين يَكُفُّون الناسَ عن الإقْدام على الشَّرّ‏؟‏‏.‏

وفي رواية <أنَّ عمر قال لأبي بكر: أقِصَّ هَذا مِن هذا بأنْفِه، فقال: أنا لا أُقِصُّ من وَزَعَةِ اللَّه فأَمْسَكَ>‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث الحسن لَمَّا وَلِيَ القَضَاءَ قال‏:‏ لا بُدَّ للنَّاس من وَزَعَةٍ> أي مَن يَكُفُّ بَعْضَهم عن بَعْض‏.‏ يَعْني السُّلطانَ وأصْحابَه‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث قيس بن عاصم <لا يُوزَعُ رجُلٌ عن جَمَلٍ يَخْطِمهُ> أي لا يُكَفُّ ولا يُمْنع‏.‏

هكذا ذكره أبو موسى في الواوِ مَع الزَّاي‏.‏ وذكره الهروي في الواوِ مَع الراء‏.‏ وقد تقدم‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث جابر <أرَدْتُ أن أكْشِفَ عن وجْه أبِي لَمَّا قَتِل، والنبيّ صلى اللَّه عليه وسلم ينظُر إليَّ فلا يَزَعُني> أي لا يَزْجُرني ولا يَنْهاني‏.‏

وفيه <أنه حَلَقَ شَعْرَه في الحجّ وَوَزَّعَه بيْن الناس> أي فَرَّقَه وقَسَّمَه بَيْنَهُم وقد وَزَّعْتُه أُوَزّعُه تَوْزِيعاً‏.‏

وفي حديث الضَّحايا <إلى غُنَيْمةٍ فَتَوَزَّعُوها> أي اقْتَسَمُوها بَيْنَهُم‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث عمر <أنه خرج لَيْلةً في شهْر رَمضان والنَّاسُ أوْزَاعٌ> أي مُتَفَرّقون أراد أنَّهم كانوا يَتَنَفَّلون فيه بعد صَلاة العِشاء مُتَفَرّقين‏.‏

ومنه شِعر حسَّان ‏(‏انظر الحاشية ‏(‏3‏)‏ في صفحة 333 من الجزء الرابع‏.‏ وقد ضُبِط في الأصل‏:‏ <مُشاشَه> بالفتح‏.‏‏)‏‏:‏

بِضَرْبٍ كإِيزَاعِ المَخاضِ مُشَاشُهُ *

جَعل الإيزاعَ مَوضعَ التَّوْزيع، وهو التَّفريق‏.‏ وأراد بالمُشَاش هَا هُنا البَول‏.‏

وقيل‏:‏ هو بالغَيْن المُعْجمة، وهو بمعناه‏.‏

‏[‏ه‏]‏ وفيه <أنه كان مُوزَعاً بالسِّواك> أي مُولَعاً به‏.‏ وقد أُوزِع بالشيء يُوزَع، إذا اعْتَادَهُ، وأكْثَرَ منه، وأُلْهِم‏.‏

ومنه قولهم في الدعاء <اللَّهُمّ أوْزِعْني شُكْرَ نِعْمَتك> أي ألْهِمني وَأوْلِعْني به‏.‏

‏{‏وزغ‏}‏ ‏(‏س‏)‏ فيه <أنَّهُ أمَرَ بِقَتْلِ الوَزَغ> جَمْع وَزَغَة، بالتَّحْريك، وهي التي يُقال لها‏:‏ سَامُّ أبْرَصَ ‏(‏ضبط في الأصل‏:‏ <أبرصُ> بالضم‏.‏ وصححته بالفتح من ا، واللسان، والقاموس‏)‏ وجَمْعُها‏:‏ أوْزَاغٌ وَوُزْغَان‏.‏

ومنه حديث عائشة <لَمَّا أُحْرِقَ بَيْتُ المَقْدِس كانت الأوْزاغُ تَنْفُخه>‏.‏

وحديث أمّ شَرِيك <أنَّها اسْتَأمَرَت النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم في قَتْل الوُزْغَانِ، فأمَرها بذلك>‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <أنَّ الحَكَم بن أبي العاصِ أبا مَرْوانَ حاكَى رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم من خَلْفِه، فعلم بذلك فقال: كَذَا فَلْتَكُنْ، فأصَابه مكانَه وَزْعٌ لم يُفارِقْه> أيْ رِعْشَة، وهي سَاكِنَة الزَّاي‏.‏

وفي رِواية <أنَّه قال لمَّا رآه: اللَّهُمَّ اجْعَلْ به وَزْغاً> فَرَجَفَ مكانَه وارْتَعَش‏.‏

‏{‏وزن‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <نَهَى عن بَيْع الثِّمار قَبْل أن تُوزَن> وفي رواية <حتى تُوزَن> أي تُحْزَرَ ‏(‏في الأصل‏:‏ <تحرز> بتقديم الراء‏.‏ وصححته من ا‏)‏ وتُخْرَص‏.‏ سماه وَزْناً؛ لأن الخارِصَ يَحْزِرُها ، يَحْزُرُها ويُقدِّرُها فيكون كالوَزْن لها‏.‏

ووجْه النَّهْي أمران‏:‏ أحدُهما‏:‏ تَحْصين الأموال وذلك أنها في الغالِب لا تأمَنُ العاهَةَ إلا بَعْدَ الإدراك، وذلك أوانُ الخَرْص‏.‏

والثاني‏:‏ أنه إذا باعَها قبل ظُهُور الصَّلاح بشَرْط القَطع، وقَبْل الخَرْص سَقْط حقوقُ الفُقَراء منها، لأن اللَّهَ أوجبَ إخراجَها وقْتَ الحَصَاد‏.‏

ومنه حديث ابن عباس <نهى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عن بيع النَّخْل حتى يؤكَلَ منه، وحتى يُوزَن> قال أبو البَخْتَرِيّ‏:‏ <قلتُ ما يُوزَنُ؟ فقال رجل عنده: حتى يُخْرَص> ‏.‏

‏{‏وزا‏}‏ *في حديث صلاة الخوف <فَوازَيْنا العَدُوَّ وصافَفْناهم> المُوازاة‏:‏ المُقابَلة والمُواجَهة‏.‏ والأصل فيه الهمزة‏.‏ يقال‏:‏ آزَيْتُه، إذا حاذَيْتَه‏.‏

قال الجوهري‏:‏ <ولا تَقُل: وازَيْتُه> وغيرُه أجازه على تخفيف الهمزة وقلْبِها وهذا إنما يصحُّ إذا انفَتَحت وانضم ما قَبْلَها نحو‏:‏ جُؤَن وسُؤال، فيصِح في المُوازاةِ، ولا يصح في وازَيْنا، إلا أن يكون قَبْلَها ضَمَّة من كَلِمة أخرى، كقِراءة أبي عَمْرو <السُّفَهاءُ وَلا إنهم>‏.‏

 باب الواو مع السين

‏{‏وسد‏}‏ ‏(‏س‏)‏ فيه <قال لِعَديّ بن حاتم: إن وِسَادَكَ إذَنْ (في ا: <إذاً>‏)‏ لَعَريضٌ> الوِسادُ والوِسادة‏:‏ المِخَدَّة‏.‏ والجمع‏:‏ وَسائِدُ، وقد وَسَّدْتُه الشيءَ فَتَوَسَّده، إذا جَعَلْتَه تحتَ رأسِه، فكَنَى بالوِسادِ عن النَّوم، لأنه مَظِنَّتُه‏.‏

أراد إنّ نَوْمَك إذَنْ ‏(‏في ا‏:‏ <إذاً>‏)‏ كَثيرٌ‏.‏ وكَنَى بذلك عن عِرَض قَفاه وعِظَمِ رأسِه‏.‏ وذلك دليل الغَبَاوة‏.‏ وتَشْهَدُ له الرواية الأخرى <إنك لَعَريضُ القَفا>‏.‏

وقيل‏:‏ أراد أنَّ مَن تَوسَّد الخَيْطَين المَكْنيَّ بهما عن الليل والنهار لَعَرِيضُ الوِساد ‏(‏في ا‏:‏ <الوسادة>‏)‏ ‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه الحديث <أنه ذُكِر عندَه شُرَيْحٌ الحَضْرَميُّ، فقال: ذلك رجل لا يَتَوسَّد القرآن> ‏(‏هذا قول ابن الأعرابي، كما في الهروي‏)‏ يَحْتَمِل أن يكون مَدْحاً وذَمَّاً، فالمَدْح معناه أنه لا يَنام اللَّيلَ عن القُرآن ولم يَتَهَجَّد به، فيكون القرآن مُتَوَسَّدا معه، بل هو يُداوِم قِراءتَه ويُحافِظُ عليها‏.‏ والذَّمُّ معناه‏:‏ لا يَحْفَظ من القرآن شيئاً ولا يُديمُ قراءتَه، فإذا نامَ لم يَتَوسَّدْ معه القرآن‏.‏ وأرادَ بالتَّوسُّد النَّوْمَ‏.‏

ومن الأول الحديث <لا تَوسَّدُوا القرآنَ واتْلوه حَقَّ تِلاوتِه>‏.‏

‏(‏ه‏)‏ والحديث الآخر <مَن قَرأ ثلاثَ آياتٍ في لَيْلة لم يكن مَتَوَسِّداً للقُرآن>‏.‏

ومن الثاني حديث أبي الدَّرْداء <قال له رجل: إنّي أُريد أن أطلُبَ العِلم وأخْشَى أن أُضَيِّعَه، فقال: لأَنْ تَتَوَسَّدَ العِلمَ خَيْرٌ لك من أن َتَوَسَّدَ الجَهْل>‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفيه <إذا وُسِّد الأمرُ إلى غير أهلِه فانْتَظرِ الساعة> أي أُسْند وجُعِل في غَيْر أهلِه‏.‏ يعني إذا سُوِّدَ وشُرِّف غيرُ المُسْتَحِقّ للسِّيادة والشَّرف‏.‏

وقيل‏:‏ هو مِن الوِسادة ‏(‏في اللسان‏:‏ <السيادة>‏)‏‏:‏ أي إذا وُضِعَتْ وِسادةُ المُلْك والأمر والنَّهْي لغيرِ مُسْتَحِقّها، وتكون إلى بمعنى اللام‏.‏

‏{‏وسط‏}‏ ‏(‏س‏)‏ فيه <الجالِسُ وَسْطَ (في ا: <في وسط>‏)‏ الحَلْقة مَلْعُون> الوَسْط بالسكون‏.‏ يقال فيما كان مُتَفَرِّقَ الأجزاء غيرَ مُتَّصِل، كالناس والدوابِّ وغير ذلك، فإذا مُتَّصِلَ الأجْزاء كالدَّارِ والرَّأس فهو بالفتح‏.‏

وقيل‏:‏ كلُّ ما يَصْلُح فيه بيْنَ فهو بالسكون، وما لا يَصْلُح فيه بَيْن فهو بالفتح‏.‏

وقيل‏:‏ كُلٌّ منهما يَقَع مَوْقِعَ الآخَر، وكأنَّه الأشبَه‏.‏

وإنما لَعَن الجالسَ وَسْط الحَلقة؛ لأنه لا بُدَّ وأن يَسْتَدْبرَ بَعْضَ المُحِيطِين به، فَيُؤذِيَهم فَيَلْعَنُونه ويَذُمُّونه‏.‏

وفيه <خَيْر الأمور أوْسَاطُها> كُلُّ خَصْلَة مَحْمُودَة فَلَها طَرَفَان مَذْمُومان، فإنَّ السَّخاءَ وَسَطٌ بَيْن البُخْل والتَّبْذير، والشَّجاعَة وَسَطٌ بَيْن الجُبن والتَّهَوُّر، والإنسانُ مأمورٌ أنْ يَتَجَنَّبَ كُلَّ وَصْفٍ مَذْموم، وَتَجَنُّبُه بالتَّعَرِّي منه والبُعدِ عَنْه، فكُلَّما ازْدَادَ مِنه بُعْداً ازْدادَ مِنْهُ تَعَرِّياً‏.‏ وأبْعَدُ الجِهات والمَقادِير والمَعانِي من كُلّ طَرَفَيْن وَسَطُهُما، وهُو غاية البُعْد عنهما، فإذا كان في الوَسطَ فَقَد بَعُد عَن الأطْراف المَذْمومةِ بَقَدْر الإمْكان‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفيه <الوَلَد أوْسطُ أبواب الجَنَّة> أي خَيْرُها‏.‏ يقال‏:‏ هو من أوْسَط قَومه‏:‏ أي خِيارِهِم‏.‏

ومنه الحديث <أنه كان من أوْسَطِ قومه> أي من أشْرَفِهِم وأحْسَبِهم‏.‏ وَقد وَسُطَ وَسَاطَةً فهو وَسِيط‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث رُقَيقة <انْظُروا رَجلاً وَسِيطاً> أي حَسِيبا في قَوْمه‏.‏ ومنه سَمِّيَت الصلاةُ الوُسْطَى؛ لأنها أفْضَلُ الصَّلاة وأعْظَمُها أجْراً، ولذلك خُصَّتْ بالمُحافَظَة عَليها‏.‏

وقيل‏:‏ لأنَّها وَسَطٌ بَيْنَ صَلاتَيِ اللَّيْل وصَلاتَيِ النَّهار، ولذلك وَقَع الخِلاف فيها، فَقيل‏:‏ العَصْرُ، وقيل‏:‏ الصُّبْح، وقيل غيرُ ذلك‏.‏

‏{‏وسع‏}‏ *في أسماء اللَّه تعالى <الواسِعُ> هُو الذِي وَسِعَ غِنَاه كُلَّ فَقيرٍ، ورَحْمَتُه كُلَّ شيء‏.‏ يُقال‏:‏ وَسِعَه الشَّيءُ يَسَعُه سَعَةً، سِعَةً ‏(‏كَدَعَةٍ، وَزِنَة قاله في القاموس‏)‏ فهو وَاسِعٌ‏.‏ وَوَسُع بالضَّم وَسَاعَةً فهو وَسيع‏.‏ والوِسْعُ، الوُسْعُ ‏(‏مثلثة الواو، كما في القاموس‏)‏ والسَّعَة‏:‏ الجِدَةُ والطَّاقَة‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه الحديث <إنَّكم لَن تَسَعُوا النَّاسَ بأمْوَالِكُم فَسَعُوهُم بأخْلاقِكم> أي لا تَتَّسِع أمْوَالُكُم لعَطائِهم فَوَسِّعوا أخلاقَكم لِصُحْبَتهم‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث جابر <فَضَرب رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عَجُزَ جَمَلي وكان فيه قِطَافٌ، فانْطَلَق أوْسَعَ جَمَلٍ رَكِبْتُه قَطُّ> أي أعْجَل جَمَلٍ سَيْراً‏.‏ يقال‏:‏ جَمَلٌ وَسَاعٌ، بالفتح‏:‏ أي وَاسعُ الخَطْو، سريع السَّيْر‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث هشَام يَصف ناقَةً <إنها لَمِيساعٌ> أي واسِعَة الخَطْو، وهو مِفعَال، بالكَسْر منه‏.‏

‏{‏وسق‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <ليْس فيما دُون خَمْسَةِ أوْسُقٍ صَدَقَةٌ> الوَسْق، بالفِتْح‏:‏ سِتُّون صاعاً وهو ثلاثُمائة وعِشْرون رِطْلا عند أهْل الحِجاز، وأربَعمائة وثمانون رِطْلا عنْد أهْل العِراق، على اخْتِلافِهِم في مِقْدار الصَّاع والمُدِّ‏.‏

والأصْل في الْوَسْق‏:‏ الحِمْل‏.‏ وكُلُّ شيءٍ وَسَقْتَه فقد حَمَلْتَه‏.‏ والوَسْق أيضا‏:‏ ضَمُّ الشَّيء إلى الشَّيء‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث أُحُدٍ <اسْتَوْسِقوا كما يَسْتَوْسِقُ جُرْبُ الغَنَم> أي اسْتَجْمِعوا وانْضَمُّوا‏.‏

‏(‏ه‏)‏ والحديث الآخر <أنّ رَجُلاً كان يَجُوزُ المسْلمين ويقول: اسْتَوْسِقوا>‏.‏

وحديث النَّجاشيّ <واسْتَوْسَقَ عليه أمْرُ الحَبَشة> أي اجْتَمَعُوا على طاعَتِه، واسْتَقَرّ المُلْكُ فيه‏.‏

‏{‏وسل‏}‏ *في حديث الأذان <الَّلهُمَّ آتِ محمداً الوَسِيلَة> هي في الأصْل‏:‏ ما يُتَوَصَّلُ به إلى الشَّيْء ويُتَقَرَّبُ به، وجَمْعُها‏:‏ وَسائِلُ‏.‏ يُقال‏:‏ وَسَلَ إليه وَسيلَة، وتَوَسَّل‏.‏ والمُراد به في الحديث القُرْبُ من اللَّه تعالى‏.‏

وقِيل هي الشَّفاعة يومَ القِيامة‏.‏

وقِيل‏:‏ هي مَنْزِلة من مَنازِل الجنَّة كما ‏(‏في الأصل‏:‏ <كذا> وأثبتُّ ما في ا، واللسان‏)‏ جاء في الحديث‏.‏

‏{‏وسم‏}‏ ‏(‏س‏)‏ في صِفَته صلى اللَّه عليه وسلم <وَسِيمٌ قَسِيمٌ> الوَسَامَة‏:‏ الحُسْنُ الوَضِيءُ الثَّابِت‏.‏ وقد وَسُمَ يَوْسُمُ وَسامةً فهو وَسِيم‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث عمر <قال لِحَفْصَة: لا يَغُرُّك أنْ كانَت جارَتُك أوْسَمَ مِنْك> أي أحْسَن، يعني عائشة‏.‏ والضَّرّة تُسَمَّى جارَةً‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث الحَسن والحسين <أنَّهُما كان يَخْضِبان بالوَسِمة، بالوَسْمة> هي بكسر السين، وقد تُسَكَّن‏:‏ نَبْتٌ‏.‏ وقيل‏:‏ شَجَرٌ باليمَن يُخْضَب بوَرَقِه الشَّعر، أسْوَدُ‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفيه <أنه لَبِثَ عَشْرَ سِنين يَتْبَعُ الحاجَّ بالْمَواسِم> هي جَمْعُ مَوْسِم، وهو الوَقْت الذي يَجْتَمِع فيه الحاجُّ كلَّ سَنَة، كأنه وُسِمَ بذلك الْوَسْم، وهو مَفْعِل منه، اسْمٌ للزمان، لأنه مَعْلَمٌ لهم‏.‏ يقال‏:‏ وَسَمَه يَسِمُه سِمَةً وَوَسْما، إذا أثَّر فيه بكَيّ‏.‏

ومنه الحديث <أنه كان يَسِمُ إبِلَ الصَّدقة> أي يُعَلّمُ عليها بالكَيّ‏.‏

ومنه الحديث <وفي يَدِهِ الْمِيسَمُ>، هي الحديدة التي يُكْوَى بها‏.‏ وأصْلُه‏:‏ مِوْسَم، فقلبت الواو ياءً لكَسْرة الميم‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفيه <على كل مِيسَمٍ من الإنسان صَدَقة> هكذا جاء في رواية، فإن كان محفوظا فالمراد به أنَّ على كلّ عُضوٍ مَوْسُومٍ بصُنْع اللَّه صَدَقة‏.‏ هكذا فُسِّر‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <بئس لَعَمْرُ اللَّهِ عَملُ الشَّيْخ المُتَوسِّم، والشَّابِّ المُتَلَوِّم> المُتَوسِّم‏:‏ المُتَحلِّي بِسمَة الشَّباب ‏(‏في الأصل، وا، واللسان، والفائق 3/161‏:‏ <الشيوخ> وما أثبتُّ من الهروي‏.‏ وفيه‏:‏ <بئس لَعَمْرُ اللَّه الشيخُ

المتوسِّمُ> وزاد الزمخشري في الفائق قال‏:‏ <ويجوز أن يكون المتوسم: المتفرِّس. يقال توسْمتُ فيه الخيرَ، إذا تَفرَّستَه فيه، ورأيت فيه وَسْمَه، أي أثرَه وعلامَته>‏)‏ ‏.‏

‏{‏وسن‏}‏ *فيه <وتُوقِظُ الوَسْنانَ> أي النائم الذي ليس بمُسْتَغْرِقٍ في نَوْمِه‏.‏ والوَسَن‏:‏ أوّلُ النَّوْم‏.‏ وقد وَسِنَ يَوسَنُ سِنَةً، فهُو وَسِنٌ، وَوَسْنانُ‏.‏ والهاء في السِّنة عِوَضٌ من الواوِ المحذوفة‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث أبي هريرة <لا يأتي عليكم قليلٌ حتى يَقْضِيَ الثَّعْلَبُ وَسْنَتَه بين سارِيَتَيْن من سَوَارِي المَسْجِد> أي يَقْضِيَ نَوْمَتَه‏.‏ يريد خُلُوَّ المسجد من الناس بحيثُ يَنام في الوَحْش‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث عمر <أنَّ رجلا تَوَسَّن جاريةً فَجَلَدَه وَهَمَّ بِجَلْدها، فَشَهِدُوا أنها مُكْرَهَة> أي تَغَشَّاها وهي وَسْنَى قَهْراً‏:‏ أي نائمة‏.‏

‏{‏وسوس‏}‏ *فيه <الحمد للَّه الذي رَدّ كَيْدَه إلى الوَسْوَسَة> هي حديثُ النَّفْس والأفكارُ‏.‏ وَرَجُلٌ مُوَسْوِسٌ، إذا غَلَبَتْ عليه الوَسْوَسَة‏.‏ وقد وَسْوَسَت إليه نَفْسُه وَسْوَسَةً وَوسْوَاساً، بالكسر، وهو بالفتح‏:‏ الاسم، والوَسْواس أيضا ‏:‏ اسْمٌ للشيطان، وَوَسْوَس، إذا تَكَلّم بكلامٍ لم يُبَيِّنْه‏.‏

ومنه حديث عثمان <لما قُبض رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وُسْوِسَ ناسٌ، وكُنْت فيمن وُسْوِس> يُريد أنه اخْتَلَط كلامُه ودُهِشَ بِمَوْتِه‏.‏